صور.. قصة "عشريني" بائعا لـ"عرق سوس": عايز أعيش مستور
الخميس 05/يوليو/2018 - 12:35 م
أحمد حمدي
طباعة
يبدأ في تحضير معداته التي اعتاد أن يصطحبها معه فى كل صباح، رحلة البحث عن الرزق همه الأكبر، حاملا همومه على كتفيه مترجلًا في رحلته طوال ساعات العمل، العزيمة والإصرار سلاحه فى مواجه الحياة وقسوتها، داعيًا الله أن يرزقه برزق وفير من عنده فهو خير الرازقين.
"أحمد على" شاب فى العشرين من عمره، يخرج من بيته حاملا معداته على يديه، ساعيا فى شوارع القاهرة وازقتها من أجل الهاف شخص بكوب عرق سوس ساقع، يقول:" كل يوم بصحى بدري على الساعة8 أبدأ اجهز معداتي دى، والعرق سوس بكون ناقعه قبل بيومين، عايز دايما اجرى واسابق الزمن، عشان اعمل حاجة ليا، المصايف الشخصية بحب اعرق عشان اصرف براحتي، بحب اتعب عشان ارتاح والاقي الخير بين ايديا".
"الأمل والعزيمة" سلاحه الذى يوجه من خلاله قسوة الحياة وحدتها، لم تغيره الظروف القاسية كثيرا فهو دائم التفاؤل والإجتهاد من أجل توفير نفقاته الخاصة يقول:" لازم اجيب مصاريفي بنفسى بفضل كدا طول اليوم لغاية الساعة 7 بالليل، الف فى الشوارع عشان اسقى الناس فى الحر مكقابل الكوباية بـ2 جنيه وساعات 4 جنيه الكبيرة، ناس كتير بتوقفى خصوصا فى منطقة وسط البلد،ولازم لان الجو حر الأيام دي واللى قاعدين على القهاوي بالذات بيحبوا دا".
وعن معاناة المهنة، وتطلعه لتغيرها نظرا لما يمر به من مشاكل عديدة، يضيف:"البلدية خدتني أكتر من مرة واتحجزت ودفعت غرامات عشان أخد حاجتي وفي أيام مرت عليا كانت صعبة ومعرفش ألجأ لمين وأروح فين.. نفسي يراعوا سني على الأقل أنا مش صغير".
مرارة الصبر، والكفاح المستمر، رغم ظروفه المعيشية، اصعب ما يمر به الشاب العشريني، الذى قررت الكفاح منذ الصغر، وخوض تجارب البيع اعتمادا على نفسه فى الحياة، يضيف:"تعبنا بجد ومش عارفين نروح فين ونيجي منين.. ياريت يسبونا ناكل لقمة حلال وميعطلوناش في شغلنا، أنا شغال في التحرير من أيام مكان الموقف هناك عند المجمع".
"40 جنيه مكسبي" بهذه الكلمات تفوه الشاب العشريني، بصوت يملؤه البكاء والحزن، متذكرا مأسى المهنة الشاقة يقول:" بتعب طول النهار وارجع فى اخر يومي بـ 40جينه، كل ده عشان افر مصاريفي، لكن فى اوقات بندفع اتاوات لما البلدية بتيجي وتعطلنا كام يوم بس بتعب شوية عشان ملناش ظهر فى اى حتة وعايزين حقنا بس فى انهم يسيبونا نشتغل".
"أعيش مستور" تلخصت امنيات الشاب العشريني فى أن يرزقه الله بعيشه مستورة يستطيع أن يصرف على نفسه ومن يعولهم، فى المستقبل، ورث المهنة وتعلمها كابرا عن كابر يقول:" اتعلمت المهنة من عمامي كنت دايما اشوفهم بيبعوا عرق سوس فى منطقتنا اللى اتولدت فيها، وطلعت امارس المهنة دى زيهم على ايامهم كانت بتكسب والناس كانت بسيطة دلوقتي الدنيا بتكون واقفة واللى بيشترى منى عيال صغيرة لما بعدى ادام مدرسة ومبدقش معاهم على الفلوسوكله خير".