داعش.. خسائر متتالية مع سقوط حلم الخلافة أمام الواقع الجيوسياسي
الأحد 19/نوفمبر/2017 - 05:55 م
عواطف الوصيف
طباعة
عندما ظهر على الساحة هذا التنظيم المسلح، ذات الأفكار المتطرفة، الذي يعتمد على الدم والنار، تكونت فكرة لدى الجميع في مختلف دول المنطقة أنه سيتمكن من فرض سيطرته وسيكون له السيادة، مما تسبب في انتشار حالة من القلق على ما يمكن أن يحل بالوطن، لكن وفي فترة لا تزيد عن ثلاث سنوات فقط، يحمل "داعش" نعش حلم إقامة "أرض التمكين" لكن فلوله لا تزال باقية، وفق ما يقول محللون.
أبو بكر البغدادي..
تمكن شخص يدعى "أبو بكر البغدادي"، من لفت أنظار العالم له، ليس لكونه صاحب منصب أو مال، أو أنه على سبيل المثال يعود لأصول ملكية أو عائلة معروفة قديما، لكنه وفي عام 2014 نصب نفسه وبشكل مفاجيء خليفة على سبعة ملايين شخص في أراض تتخطى مساحتها مساحة إيطاليا، وتشمل أجزاء واسعة من سوريا ونحو ثلث أراضي العراق، وكان هذا هو طرف الخيط، ومن هنا كانت البداية.
الجهاد في سبيل البغدادي..
خير صور العبادة هو الجهاد في سبيل الله، أن يوهب العبد نفسه لله، لا يبالي الموت على استعداد للشهادة، من أجل حماية الوطن أو العرض، لكن ما فعله مسلحي "داعش" هو جهاد في سبيل "البغدادي"، ولا تظن عزيزي القارئ، أننا نخسر من الجهاد أو قيمته كيفما شرحه الشرع، لكن أمتلك الجهل من عقول الملايين من الشباب، الذين انضموا لتنظيم داعش، فقد اعتقدوا أنهم يوهوبن حالهم لله، وأصبحوا على يقين من أنهم سيدخلون إلى الجنة، ومن الغريب والملفت حقًا هو أنه وبعد تلك الخطوة التي أعلن عنها البغدادي، وتنصيب نفسه خليفة على المسلمين، فوجئ العالم بسيل من الجهاديين، الآلاف الذين يريدون الانضمام له، بل وأنهم أتوا مع نسائهم وأطفالهم من كل أنحاء العالم.
تسلسل ظهور داعش بين سوريا والعراق..
ظهر "داعش" في كل من سوريا والعراق، لتشهد هاتين الدولتين، أقوى المذابح الدموية، التي تنم عن الفكر البربري، لنجد مدينة الرقة السورية تتحول "عاصمة الخلافة" كيفما لقبت، وشهدت مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، الظهور العلني والوحيد لأبي بكر البغدادي من جامع النوري الذي فجره التنظيم نفسه فيما بعد.
خوف السارق..
حينما يسرق شخص شيئا ما عنوة، تكون النتيجة أنه يحاول اختلاق الأكاذيب والألاعيب، ليحاول أن يثبت نفسه، وأن يثبت أنه مالكا لهذا الشئ علمًا بأن هو أول شخص يعي جيدًا أنه منقض عليه دون وجه حق، ومحاولته لإثبات ملكيته لهذا الشيء نابعًا من خوفه، ولأنه على يقين بأنه جبان، وهذا هو حال "داعش" عند دخوله لسوريا والعراق.
رفع الرايات السوداء..
بسبب خوف مسلحي "داعش" ولأنهم على يقين من أنهم مجموعة فرضت سيطرتها دون وجه حق، عملوا على رفع رايتهم السوداء، فوق كل المباني، التي فرضوا سيطرتهم عليها، فمن ديوان العدل والمحاسبة إلى ديوان الصحة، وزاد غرورهم لدرجة جعلتهم يعطون لأنفسهم الحق، في إصدار التنظيم شهادات ميلاد وزواج، وأحكام وأوامر أخرى على أوراق مدموغة أيضا بشعاره الأسود اللون.
سبحان مغير الأحوال..
بعد أقل من أربع سنوات، وفي أعقاب معارك طويلة هي الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، لم يعد تنظيم "داعش" يسيطر حاليا سوى على أقل من 5% من الأراضي التي استولى عليها في العام 2014، وإذا حاولنا أن نستعين بخبرة الآخرين، فمن الممكن أن نتذكر، ما أشار له خبير السياسة العراقية وناشر مجلة "نسايد إيراكي بوليتيكس" الأمريكية، كيرك سويل، حيث يعتبر المعارك السابقة، من أعنف ما عرف العالم وشهدت مص عدد كبير من الجهاديين.
فرار مبكر واستسلام..
وفقا لسويل، الذي تابع تواجد هذا التنظيم عن كثب في العراق، فهو يشرح أنه وفي أعقاب الهزائم، نسبة كبيرة لم تجد أمامها سوى الاستسلام، خاصة وأنهم لاحظوا فرار قادتهم، وتركوا أعوانهم يواجهوا مصير القتل وحدهم، لكن هذا لا ينسينا أن هناك نسبة كبيرة من مسلحي هذا التنظيم، قرروا أيضا التسليم، لكن بطريقة مختلفة، حيث الانخراط في المجتمع، سعيًا لاخفاء ماضيهم المرعب.
مشتتون هنا وهناك..
وفقا لما نوه عنه خبير الشأن العراقي، كيرك سويل، فإن مسلحي هذا التنظيم الآن مشتتون بين مختلف الصحاري والوديان، التي تشكل 4% من المساحة الكلية من أراض العراق، كما أنهم وفي هذه المساحة الضئيلة يتعرضون لهجوم واسع وكبير، وهذا أمر طبيعي كونهم أصبحوا غير قادرين على المواجهة خاصة بعد سلسلة الهزائم التي واجهوها مؤخرا، تلك المعلومات التي تجعلنا عزيزي القاريء نستنتج أنهم لن يفكروا مرة أخرى في العودة، ولن تطرح على بالهم فكرة السيطرة العسكرية أو الإدارية على الأراضي.
سقوط مشروع الخلافة..
في محاولة لاستعادة تفاصيل بسيطة، نسترجع ما سبق وأشار له كريم البيطار الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد "إيريس" للشؤون الدولية والإستراتيجية في باريس، فهو كان يرى أن هذا التنظيم لن يستمر طويلا، ومن المنتظر سقوطه قريبا، ويبدو عزيزي القاريء أن رؤيته تلك كانت صحيحة، ويمكن القول أنه استنبط الأمور بشكل سليم، فما حدث لـ"داعش" مؤخرا، يؤكد أن مشروع الخلافة قد سقط أمام الواقع الجيوسياسي.
عدم الإرتباط بالتواجد المكاني..
من المحتمل أن تعود الشبكة الجهادية العالمية إلى استراتيجيتها الأولى، لكن دون الإرتباط بالتواجد المكاني، ومن المتوقع أن تغير سياستها حيث توجيه الضربات مجددا لكن للعدو البعيد بإختصار استهداف الغرب أو روسيا، لإظهار أنه يجب دائما أخذها في الحسبان.
الخلاصة..
بعد الإمعان في رؤية كيرك سويل، وكريم البيطار، يمكننا أن نستنتج أن تلك "الشبكة" باتت الآن بقيادة جديدة تلوح في الأفق، فكما نشأ تنظيم "داعش" من أطلال ما تبقى من تنظيم القاعدة، بدأت تظهر الآن نواة تنظيم جديد يتأسس على فلول آخر الجهاديين.
أبو بكر البغدادي..
تمكن شخص يدعى "أبو بكر البغدادي"، من لفت أنظار العالم له، ليس لكونه صاحب منصب أو مال، أو أنه على سبيل المثال يعود لأصول ملكية أو عائلة معروفة قديما، لكنه وفي عام 2014 نصب نفسه وبشكل مفاجيء خليفة على سبعة ملايين شخص في أراض تتخطى مساحتها مساحة إيطاليا، وتشمل أجزاء واسعة من سوريا ونحو ثلث أراضي العراق، وكان هذا هو طرف الخيط، ومن هنا كانت البداية.
الجهاد في سبيل البغدادي..
خير صور العبادة هو الجهاد في سبيل الله، أن يوهب العبد نفسه لله، لا يبالي الموت على استعداد للشهادة، من أجل حماية الوطن أو العرض، لكن ما فعله مسلحي "داعش" هو جهاد في سبيل "البغدادي"، ولا تظن عزيزي القارئ، أننا نخسر من الجهاد أو قيمته كيفما شرحه الشرع، لكن أمتلك الجهل من عقول الملايين من الشباب، الذين انضموا لتنظيم داعش، فقد اعتقدوا أنهم يوهوبن حالهم لله، وأصبحوا على يقين من أنهم سيدخلون إلى الجنة، ومن الغريب والملفت حقًا هو أنه وبعد تلك الخطوة التي أعلن عنها البغدادي، وتنصيب نفسه خليفة على المسلمين، فوجئ العالم بسيل من الجهاديين، الآلاف الذين يريدون الانضمام له، بل وأنهم أتوا مع نسائهم وأطفالهم من كل أنحاء العالم.
تسلسل ظهور داعش بين سوريا والعراق..
ظهر "داعش" في كل من سوريا والعراق، لتشهد هاتين الدولتين، أقوى المذابح الدموية، التي تنم عن الفكر البربري، لنجد مدينة الرقة السورية تتحول "عاصمة الخلافة" كيفما لقبت، وشهدت مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، الظهور العلني والوحيد لأبي بكر البغدادي من جامع النوري الذي فجره التنظيم نفسه فيما بعد.
خوف السارق..
حينما يسرق شخص شيئا ما عنوة، تكون النتيجة أنه يحاول اختلاق الأكاذيب والألاعيب، ليحاول أن يثبت نفسه، وأن يثبت أنه مالكا لهذا الشئ علمًا بأن هو أول شخص يعي جيدًا أنه منقض عليه دون وجه حق، ومحاولته لإثبات ملكيته لهذا الشيء نابعًا من خوفه، ولأنه على يقين بأنه جبان، وهذا هو حال "داعش" عند دخوله لسوريا والعراق.
رفع الرايات السوداء..
بسبب خوف مسلحي "داعش" ولأنهم على يقين من أنهم مجموعة فرضت سيطرتها دون وجه حق، عملوا على رفع رايتهم السوداء، فوق كل المباني، التي فرضوا سيطرتهم عليها، فمن ديوان العدل والمحاسبة إلى ديوان الصحة، وزاد غرورهم لدرجة جعلتهم يعطون لأنفسهم الحق، في إصدار التنظيم شهادات ميلاد وزواج، وأحكام وأوامر أخرى على أوراق مدموغة أيضا بشعاره الأسود اللون.
سبحان مغير الأحوال..
بعد أقل من أربع سنوات، وفي أعقاب معارك طويلة هي الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، لم يعد تنظيم "داعش" يسيطر حاليا سوى على أقل من 5% من الأراضي التي استولى عليها في العام 2014، وإذا حاولنا أن نستعين بخبرة الآخرين، فمن الممكن أن نتذكر، ما أشار له خبير السياسة العراقية وناشر مجلة "نسايد إيراكي بوليتيكس" الأمريكية، كيرك سويل، حيث يعتبر المعارك السابقة، من أعنف ما عرف العالم وشهدت مص عدد كبير من الجهاديين.
فرار مبكر واستسلام..
وفقا لسويل، الذي تابع تواجد هذا التنظيم عن كثب في العراق، فهو يشرح أنه وفي أعقاب الهزائم، نسبة كبيرة لم تجد أمامها سوى الاستسلام، خاصة وأنهم لاحظوا فرار قادتهم، وتركوا أعوانهم يواجهوا مصير القتل وحدهم، لكن هذا لا ينسينا أن هناك نسبة كبيرة من مسلحي هذا التنظيم، قرروا أيضا التسليم، لكن بطريقة مختلفة، حيث الانخراط في المجتمع، سعيًا لاخفاء ماضيهم المرعب.
مشتتون هنا وهناك..
وفقا لما نوه عنه خبير الشأن العراقي، كيرك سويل، فإن مسلحي هذا التنظيم الآن مشتتون بين مختلف الصحاري والوديان، التي تشكل 4% من المساحة الكلية من أراض العراق، كما أنهم وفي هذه المساحة الضئيلة يتعرضون لهجوم واسع وكبير، وهذا أمر طبيعي كونهم أصبحوا غير قادرين على المواجهة خاصة بعد سلسلة الهزائم التي واجهوها مؤخرا، تلك المعلومات التي تجعلنا عزيزي القاريء نستنتج أنهم لن يفكروا مرة أخرى في العودة، ولن تطرح على بالهم فكرة السيطرة العسكرية أو الإدارية على الأراضي.
سقوط مشروع الخلافة..
في محاولة لاستعادة تفاصيل بسيطة، نسترجع ما سبق وأشار له كريم البيطار الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد "إيريس" للشؤون الدولية والإستراتيجية في باريس، فهو كان يرى أن هذا التنظيم لن يستمر طويلا، ومن المنتظر سقوطه قريبا، ويبدو عزيزي القاريء أن رؤيته تلك كانت صحيحة، ويمكن القول أنه استنبط الأمور بشكل سليم، فما حدث لـ"داعش" مؤخرا، يؤكد أن مشروع الخلافة قد سقط أمام الواقع الجيوسياسي.
عدم الإرتباط بالتواجد المكاني..
من المحتمل أن تعود الشبكة الجهادية العالمية إلى استراتيجيتها الأولى، لكن دون الإرتباط بالتواجد المكاني، ومن المتوقع أن تغير سياستها حيث توجيه الضربات مجددا لكن للعدو البعيد بإختصار استهداف الغرب أو روسيا، لإظهار أنه يجب دائما أخذها في الحسبان.
الخلاصة..
بعد الإمعان في رؤية كيرك سويل، وكريم البيطار، يمكننا أن نستنتج أن تلك "الشبكة" باتت الآن بقيادة جديدة تلوح في الأفق، فكما نشأ تنظيم "داعش" من أطلال ما تبقى من تنظيم القاعدة، بدأت تظهر الآن نواة تنظيم جديد يتأسس على فلول آخر الجهاديين.