زيجات سببت لـ "عبده الحامولي" المتاعب.. الأولى بالإكراه والثانية حبسته
الأحد 01/يوليو/2018 - 12:32 م
مريم مرتضى
طباعة
واحد من أعظم رواد الطرب الشرقي الأصيل في القرن التاسع عشر، استطاع بألحانه وموسيقاه وصته المميز أن يصير أشهر مطربي عصره، إنه الرائع " عبده الحامولي "، الذي اكتسب مزيد من الشهرة بعد قصة غرامه مع الفنانة " ألمظ ".
هروب من المنزل وزيجة بالإكراه
وُلد عبده الحامولي بمدينة طنطا، وكان والده تاجرًا للبُن وذات يوم تشاجر أخيه مع والده، وحدث بينهما شقاق فحمل عبده على كتفيه وترك البيت هائمًا على وجهه، وبعد يوم شاق من السير والجوع والعطش سخر الله لهما رجل أقاما عنده عدة أيام وأمدهما بالطعام، وكان الرجل يعمل بالغناء ويعزف على القانون بمدينة طنطا، وعمل عبده الحامولي مع الرجل بالغناء وتعلم معه أصول الغناء والطرب، ثم سافرا إلى القاهرة وعملا معًا بقهوة عثمان أغا في غابة أشجار كانت موجودة قبل إقامة حديقة الأزبكية، واتسع رزق عبده الحامولي فأراد الرجل أن يستحوذ عليه فزوجه لأبنته وأسره بذلك الزواج وبدأ يسئ معاملة عبده الحامولي، وقد أعجب بصوت الحامولي رجل رائع الصيت يدعي المقدم وسعى ليلحق الحامولي بتخته، ونجح في ذلك وخلص الحامولي من ذل المعاملة وأيضًا انفصل عن زوجته التي كانت تربطه بالرجل الذي استحوذ على فنه وجهوده.
عبده الحامولي
قصة حب القرن الـ19
بعد الطلاق غرق الحامولي في فنه للغاية، وانشغل بوضع ألحان جديدة تحمل طابع شرقي أصيل، واهتم كثيرًا بحفلاته، وبعدها وقع عبده في حب المطربة ألمظ أو سكينة، والتي ذاع صيتها أيضًا سريعًا وتفوقت على غيرها من مطربات عصرها، وباتت المنافسة الأولى له، وكانت كلمات الأغاني التي يغنيها الاثنان هي مرسال الغرام الدائم بينهما والتي لا تنتهي.
بعد الطلاق غرق الحامولي في فنه للغاية، وانشغل بوضع ألحان جديدة تحمل طابع شرقي أصيل، واهتم كثيرًا بحفلاته، وبعدها وقع عبده في حب المطربة ألمظ أو سكينة، والتي ذاع صيتها أيضًا سريعًا وتفوقت على غيرها من مطربات عصرها، وباتت المنافسة الأولى له، وكانت كلمات الأغاني التي يغنيها الاثنان هي مرسال الغرام الدائم بينهما والتي لا تنتهي.
أصبحت قصة حب ألمظ وعبده من أشهر قصص الحب التي يُضرب بها المثل، وهي أيضًا من القصص التي لم تستمر طويلا، فبعد زواجهما رحلت ألمظ في سن مبكر جدا، فعاش عبده بعدها حزينا، ورغم حزنه تزوج من أخرى، لكن عند وفاته روى البعض أن صورة ألمظ كانت إلى جواره ولم تفارقه، وتحولت قصتهما إلى أشهر قصة حب في القرن الـ 19.
ألمظ وعبده الحامولي
كان الخديوي إسماعيل مُحبًا للفن، وقد أعجب كثيرًا بصوت عبده الحامولي فور سماعه، فقام بضمه إلى القصر، وأصبح الحامولي واحد من مُطربي القصر، ونتيجة لقرب الحامولي من الخديوي إسماعيل سافر معه إلى العواصم المختلفة وخاصة إلى تركيا، فاستطاع الحامولي بعد سماع الموسيقى التركية من مزج الألحان المصرية مع الألحان في البلاد المختلفة وخاصة الألحان التركية، ولكن حدثت وقيعة بينهما عندما تزوج الحامولي من ألمظ، وأجبرها على ترك الغناء في الحفلات والمناسبات بسبب غيرته عليها، الأمر الذي أثار حفيظة الخديوي إسماعيل، فأمر جنوده بإحضار الحامولي والقبض عليه، جزاءً منعه لـ ألمظ من الغناء، وبعد وساطة شقيق الخديوي في الرضاعة إسماعيل باشا صدّيق، أعفى الخديوي إسماعيل عن الحامولي، وعادت ألمظ إلى الغناء في القصر مرة أخرى.
عبده الحامولي والخديوي إسماعيل
استخدم الحامولي مقامات موسيقية جديدة لم تكن معروفة في مصر قبله منها الحجاز كار، النهاوند، الكرد، العجم، كما طلب الحامولي من المثقفين ترجمة الأعمال الموسيقية من اللغات الأخرى، بجانب تعاونه مع أكبر شعراء عصره منهم محمود سامي البارودي، إسماعيل صبري، الشيخ عبد الرحمن قراعة، عائشة التيمورية، كما أنه يعد أول ملحن يقوم بتلحين القصائد التقليدية مثل "أراك عصي الدمع" لأبي فراس الحمداني، كما شارك في الغناء مع فرقة أبو خليل القباني المسرحية، ومن أشهر أغانيه الله يصون حُسن دولتك، كادني الهوى، متّع حياتك بالأحباب، أنت فريد في الحسن، كنت فين والحب فين.