"الجهل والفقر" يقضيان على حياة "آمال" بـ"ضربة معلم"
الثلاثاء 03/يوليو/2018 - 12:58 ص
أحمد حمدي
طباعة
واجهت الحياة بعقل رجل، تناست أنوثتها إلى حد ما، بعدما ضربتها قسوة الحياة من كل جانب ليكون قدرها أن تعيش حياة تتحمل فيها كل شئ من أجل لقمة العيش الحلال، جلست بجلبابها الأسود، وعلى رأسها "طرحة" أخذت نفس اللون المعبر عن واقعها المأساوي.
"آمال محمود" سيدة فى الستين من العمر، تجلس بغرفتها الصغيرة، منذ الوهلة الأولى تعتقد أنها حضانة حيث تتجمع الأطفال حولها من كل جانب، يصرخون ويتكلمون بأصوات عالية دون مراعاة لسنها الكبير تقول:"جوز توفي وسابنى كدا على حالنا دا بالأطفال دول، مفيش حد وقف جنبنا احنا عايشين هنا فى مأساتنا ومش لاقيين مخرج لكل المشاكل بتاعتنا".
تعددت الأزمات، وتنوعت المصائب، حول حياة السيدة الستينية، فالفوضى التى يعيشون فيها ليل نهار، وعدم النظافة التى تحوم حولهم وهم جلوس بالبيت، بدأت تهب عليهم، بوفاة الزوج "محمد"، بالاضافة لهروب زوج ابنتها التى لم يمكث فى فراش الزوجية طويلا، وسرعان ما خرج بعيدا، تضيف:" احنا للأسف عايشي نفى فوضى ليل نهار، جوز نبتي ساها وطفش ومرجعش تانى فضلنا ندور عليه مدة كبيرة من الزمن، محدش عارف يساعده وفى نفس الوقت احنا فى وكسة من قلنا عليه".
تضيف:"احنا اتصرفنا واشترينا لجوز بنتي عربية ملاكي يسترزق عليها وينزل ويحكتك بالشارع كلنا وقفنا وجمعنا الفلوس من معانا واشترينا ببطاقتى وبطاقة بنتي وأختها، ولما الفلوس اتكومت عليه طفش وبقيت أسدها أنا وبناتي الاتنين بدل ما نتحبس إحنا 14 نفر في أوضة واحدة، وبنتى قاعدة بعيالها الـ 4".
"الإيجار 50 جنيه".. بهذه الكلمات تفوّهت السيدة الستينية لتعبر عن حجم المأساة التى تحياها فى ظل المعاناة الاقتصادية التى مرت بالمجتمع مؤخرا، تضيف: "النور مش بندفعه من أيام الثورة، والعيال مقدرتش أعلمهم وهي كنبة اللي حيلتنا العيال الصغيرة بتنام عليها والباقي بيناموا على الأرض علشان بتكفينا وإحنا عددنا كبير.. كان نفسي عيالي يبقى عندهم طموح وميخيبوش خيبتى ويعلموا نفسهم بنفسهم، بس للأسف ورثوا الفقر والاستسلام مننا ومن دماغنا وسيطرتنا عليها".
اعترفت السيدة الستينية أن الجهل سبب رئيس لما تمر به من مشاكل فى حياتها، حيث علمها الزمان أن عدم التخطيط الجيد يقلب الحياة رأسا على عقب، الندم الدائم على الماضي وحالها الذي أدى لتلك النتيجة، تضيف:"، الجهل هو اللي عمل فينا كنا لو كان أهلنا دخلونا مدارس مكنش هيبقى ده حالنا، لو كنا فاهمين الدنيا كويس ومتعلمين مكنش ده بقى حالنا، بناتي شغالين في البيوت وأنا قاعدة هنا بالعيال أخد بالي منهم، وجوز البت منعرفش حاجة عنه بقاله سنة، والتانية بعد ما كتبنا كتابها اتطلقت على طول وفين لما لقينا اهل الخير يدخلوا عشان يحلوا الموضوع البسيط ده، لكن سلايفنا كانوا عايزين الشبكة وتصرفنا وبعناها علشان أجهزها بيها، وبدل ما كان هم واحد بقوا اتنين وربنا يقويني".