"النسوية كما يجب أن تكون" جيل ثورة 1919 الذي رسم قوة مصر الناعمة إلى الآن
الثلاثاء 04/سبتمبر/2018 - 04:01 م
إسلام مصطفى
طباعة
ستبقى المرأة لغزًا مجهولًا في الوقت الذي يعتقد الرجل أنه قادر على حله، تلك المرأة التي خاضت معركة النضال من أجل الحصول على حقوقها، مسيرة طويلة بدأتها المرأة مع نهايات القرن التاسع عشر، في خضم أحداث ثورة 1919، أثمر النضال عن جواهر خالدة في تاريخ النضال من أجل قضايا المرأة، لم يكن يعلمن أن ملف الدفاع عن المرأة وحقوقها سيُفرغ من مضمونه الثمين إلى ما وصلنا إليه في الأيام الحالية، لتطل علينا بعض السيدات مُدعين الدفاع عن حقوق المرأة، وهن لا علاقة لهن من قريب أو من بعيد به، لاسيما وأنهن دمجوا بين مشاكلهن الشخصية وقضية الدفاع عن حقوق المرأة، هذه النماذج أتت بالسلب على تاريخ النضال النسوي في مصر، إلا أن التاريخ لم يكن بمنأى عن النماذج اللاتي حملن على عاتقهن قضية المرأة وحقوقها، فدون كفاحهن ليُعلمن الجميع النسوية كما يجب أن تكون.
مرت الحركة النسوية المصرية بعدة موجات، بدأت أولاها بحسب الباحثة "هالة كمال" في نهاية القرن الـ19 وحتى ثورة يوليو، وركزت على حق الإناث في التعليم والمُشاركة السياسية، بينما ركزت الموجة الثانية التي انطلقت مع مطلع الخمسينيات إلى ثمانينيات القرن الـ20، على حق المرأة في العمل والأحوال الشخصية للمرأة المصرية في الوطن، فيما تبلورت الموجة الثالثة مُنذ ثمانينيات القرن الـ20 وحتى ثورة 25 يناير، وأخيرًا الموجة الرابعة التالية لثورة 25 يناير إلى اليوم.
ملك حفني وتعليم البنات
مرت الحركة النسوية المصرية بعدة موجات، بدأت أولاها بحسب الباحثة "هالة كمال" في نهاية القرن الـ19 وحتى ثورة يوليو، وركزت على حق الإناث في التعليم والمُشاركة السياسية، بينما ركزت الموجة الثانية التي انطلقت مع مطلع الخمسينيات إلى ثمانينيات القرن الـ20، على حق المرأة في العمل والأحوال الشخصية للمرأة المصرية في الوطن، فيما تبلورت الموجة الثالثة مُنذ ثمانينيات القرن الـ20 وحتى ثورة 25 يناير، وأخيرًا الموجة الرابعة التالية لثورة 25 يناير إلى اليوم.
ملك حفني وتعليم البنات
ملك حفني ناصف
مثلت ملك حفني ناصف أول امرأة مصرية طالبت بتحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجل، وقدمت ناصف العديد من الإنجازات للمرأة، حيثُ أنها أوردت في خطبتها التي ألقتها بنادي حزب الأمة، عشرة مطالب تقدمت بها إلى البرلمان عام 1910، تمحورت المطالب العشرة في حق الفتيات في التعليم.
تبلورت جهود ملك حفني ناصف في المطالبة بحق البنات في التعليم، لاسيما وأنها كانت تعمل مُعلمة، وهذا ما شجعها إلى تقديم مُقترحات لتطوير مدارس البنات، كما أنها تمردت على طُرق التعليم المُتبعة في المدارس؛ واعتبرتها تُركز على الحفظ دون الفهم، ودعت إلى تعليم الموسيقى والرسم والأشغال اليدوية في مدارس الفتيات، بل وجعل المرحلة الأولية من التعليم إجبارية.
وعندما تقدمت ناصف بمطالبها إلى البرلمان أوردت في الطلب الذي قدمته، أنها لو كان لها الحق في التشريع، لأصدرت لائحة بحق تعليم البنات في التعليم الابتدائي والثانوي، بل وجعل التعليم الأول إجباريًا في كل الطبقات، وتعليم الفتيات الدين الصحيح والتدبير المنزلي وقانون الصحة والإسعافات الأولية.
كما طالبت بتخصيص عدد من البنات لتعلم الطب بأكمله، وفن التعليم حتى يقمن بكفاية النساء في مصر، فضلًا عن إطلاق الحرية في تعلم غير ذلك من العلوم الراقية.
لم تقتصر جهود ملك ناصف على المُطالبة بحق البنات في التعليم فقط، حيثُ أنها اهتمت أيضًا بقضايا الزواج والأسرة، فتمردت على ظاهرة الزواح المُبكر والزواج القسري، واعتبرت أن الزواج لمُجرد الزواج فقط دون التمعن في الاختيار هو السبب الرئيسي في شقاء الأسر المصرية.
وطالبت ناصف إلى الحد من تعدد الزوجات بغير داعٍ، واعتبرت أنه سببًا في انشقاق الأسرة المصرية، بل وصفته بأنه مفسدة للرجال والأخلاق والصحة وقلوب النساء، وما هو إلا عادة مُرتبطة بالتخلف المُجتمعي، كما اقترحت ألا يتزوج الرجل على امرأته أو يُطلقها إلا من خلال إذن من المحكمة الشرعي، فضلًا عن مُطالباتها المُتعددة بمساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.
هدى شعراوي "رائدة نهضة المرأة المصرية"
تبلورت جهود ملك حفني ناصف في المطالبة بحق البنات في التعليم، لاسيما وأنها كانت تعمل مُعلمة، وهذا ما شجعها إلى تقديم مُقترحات لتطوير مدارس البنات، كما أنها تمردت على طُرق التعليم المُتبعة في المدارس؛ واعتبرتها تُركز على الحفظ دون الفهم، ودعت إلى تعليم الموسيقى والرسم والأشغال اليدوية في مدارس الفتيات، بل وجعل المرحلة الأولية من التعليم إجبارية.
وعندما تقدمت ناصف بمطالبها إلى البرلمان أوردت في الطلب الذي قدمته، أنها لو كان لها الحق في التشريع، لأصدرت لائحة بحق تعليم البنات في التعليم الابتدائي والثانوي، بل وجعل التعليم الأول إجباريًا في كل الطبقات، وتعليم الفتيات الدين الصحيح والتدبير المنزلي وقانون الصحة والإسعافات الأولية.
كما طالبت بتخصيص عدد من البنات لتعلم الطب بأكمله، وفن التعليم حتى يقمن بكفاية النساء في مصر، فضلًا عن إطلاق الحرية في تعلم غير ذلك من العلوم الراقية.
لم تقتصر جهود ملك ناصف على المُطالبة بحق البنات في التعليم فقط، حيثُ أنها اهتمت أيضًا بقضايا الزواج والأسرة، فتمردت على ظاهرة الزواح المُبكر والزواج القسري، واعتبرت أن الزواج لمُجرد الزواج فقط دون التمعن في الاختيار هو السبب الرئيسي في شقاء الأسر المصرية.
وطالبت ناصف إلى الحد من تعدد الزوجات بغير داعٍ، واعتبرت أنه سببًا في انشقاق الأسرة المصرية، بل وصفته بأنه مفسدة للرجال والأخلاق والصحة وقلوب النساء، وما هو إلا عادة مُرتبطة بالتخلف المُجتمعي، كما اقترحت ألا يتزوج الرجل على امرأته أو يُطلقها إلا من خلال إذن من المحكمة الشرعي، فضلًا عن مُطالباتها المُتعددة بمساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.
هدى شعراوي "رائدة نهضة المرأة المصرية"
هدى شعراوي
أما عن هُدى شعراوي فهي من بين النماذج التي دافعت عن حقوق المرأة باستماتة حتى أنها لُقبت بـ"رائدة نهضة المرأة المصرية"، وبدأ كفاح شعراوي في قضايا المرأة عندما أسست جمعية "الاتحاد النسائي المصري" في 16 مارس 1923، وسعت شعراوي من خلال هذا الاتحاد إلى الوصول بالمرأة إلى الاشتراك مع الرجال في جميع الحقوق والواجبات، من خلال الارتقاء بالمستوى الأدبي والاجتماعي بالمرأة المصرية.
طالبت شعراوي برفع سن الزواج للفتيات إلى 16 عام على الأقل، وتمكنت من تحقيق ذلك المطلب التي رأت أنه يحفظ المرأة ويرفع عنها بعض من الظلم الواقع عليها في المُجتمع المصري، من خلال بند حقوق النساء في دستور 1923.
كما طالبت شعراوي من خلال الاتحاد النسائي المصري، بالمساواة بين الجنسين في التعليم وفتح أبواب التعليم العالي وامتحاناته للفتيات اللاتي يرغبن في ذلك، بالإضافة إلى المُطالبة بتدشين المزيد من المدارس الثانوية للبنات بعواصم المُديريات فالمراكز، وإخلال الخبرات بشئون التعليم من النساء محل الرجال في جميع فروع التعليم النسوي.
ولما كان فتح أبواب التعليم العالي للفتيات على رأس اهتماماتها، افتتحت أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر، واهتمت شعراوي بالكفاح النسائي السياسي، حيثُ خرجت على رأس مُظاهرة في 16 مارس 1919، من 300 امرأة للمُطالبة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، كما طالبت بحق المرأة في الانتخاب، تمردت شعراوي على رداء البُرقع الذي رأت أنه يحرم المرأة من الانخراط في الحياة الاجتماعية والسياسية، فكانت أول من رفعته عن وجهها في ميدان عام.
درية شفيق الثائرة السياسية
طالبت شعراوي برفع سن الزواج للفتيات إلى 16 عام على الأقل، وتمكنت من تحقيق ذلك المطلب التي رأت أنه يحفظ المرأة ويرفع عنها بعض من الظلم الواقع عليها في المُجتمع المصري، من خلال بند حقوق النساء في دستور 1923.
كما طالبت شعراوي من خلال الاتحاد النسائي المصري، بالمساواة بين الجنسين في التعليم وفتح أبواب التعليم العالي وامتحاناته للفتيات اللاتي يرغبن في ذلك، بالإضافة إلى المُطالبة بتدشين المزيد من المدارس الثانوية للبنات بعواصم المُديريات فالمراكز، وإخلال الخبرات بشئون التعليم من النساء محل الرجال في جميع فروع التعليم النسوي.
ولما كان فتح أبواب التعليم العالي للفتيات على رأس اهتماماتها، افتتحت أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر، واهتمت شعراوي بالكفاح النسائي السياسي، حيثُ خرجت على رأس مُظاهرة في 16 مارس 1919، من 300 امرأة للمُطالبة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، كما طالبت بحق المرأة في الانتخاب، تمردت شعراوي على رداء البُرقع الذي رأت أنه يحرم المرأة من الانخراط في الحياة الاجتماعية والسياسية، فكانت أول من رفعته عن وجهها في ميدان عام.
درية شفيق الثائرة السياسية
درية شفيق
وفي خمسينيات القرن الماضي ظهرت على الساحة النسوية واحدة من أهم المؤثرات في الحركة النسوية في مصر، لاسيما وأن نضالها تبلور في الحقوق السياسية للمرأة، وإشراك المرأة في المُقاومة الشعبية للعدوان الثلاثي.
أسست درية شفيق إحدى الجمعيات النسائية في مصر، وفي 19 فبراير عام 1951، نظمت "المؤتمر النسائي" الذي جمع ما يقرب من 1500 امرأة بقاعة المُحاضرات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وألقت على الجمع النسائي تلك الكلمات "لقاؤنا اليوم ليس مؤتمرًا لكنه برلمانًا، برلمانًا حقيقيًا من النساء"، وانطلقت درية على رأس المُشاركين بالمؤتمر إلى اقتحام البوبات الرخامية إلى البرلمان المصري، والذي كان يُسيطر عليه الرجال فقط دون النساء.
وفي خضم الأحداث وصفت درية شفيق البرلمان بأنه "برلمان النصف الآخر من الأمة"، وتحدت رئيس البرلمان بعبارة مازال محفورة في أذهان الكثير من النساء اللاتي يعنين بحقوق المرأة، حيثُ قالت له: "نحن هنا بموجب قوة حقنا".
أسفرت المُظاهرة التي قادتها شفيق عن غلق البرلمان لأكثر من 4 ساعات، ورضوخ رئيس مجلس النواب لمطالبهن الرئيسية، والتي تمثلت في حق المرأة في التصويت بالانتخابات، فضلًا عن حقها في الترشح للبرلمان، إلا أنه لم يستجيب إلى مطالب أخرى تمثلت في المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة، وإصلاح قوانين الزواج والطلاق.
سيزا نبراوي رفيقة شعراوي
أسست درية شفيق إحدى الجمعيات النسائية في مصر، وفي 19 فبراير عام 1951، نظمت "المؤتمر النسائي" الذي جمع ما يقرب من 1500 امرأة بقاعة المُحاضرات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وألقت على الجمع النسائي تلك الكلمات "لقاؤنا اليوم ليس مؤتمرًا لكنه برلمانًا، برلمانًا حقيقيًا من النساء"، وانطلقت درية على رأس المُشاركين بالمؤتمر إلى اقتحام البوبات الرخامية إلى البرلمان المصري، والذي كان يُسيطر عليه الرجال فقط دون النساء.
وفي خضم الأحداث وصفت درية شفيق البرلمان بأنه "برلمان النصف الآخر من الأمة"، وتحدت رئيس البرلمان بعبارة مازال محفورة في أذهان الكثير من النساء اللاتي يعنين بحقوق المرأة، حيثُ قالت له: "نحن هنا بموجب قوة حقنا".
أسفرت المُظاهرة التي قادتها شفيق عن غلق البرلمان لأكثر من 4 ساعات، ورضوخ رئيس مجلس النواب لمطالبهن الرئيسية، والتي تمثلت في حق المرأة في التصويت بالانتخابات، فضلًا عن حقها في الترشح للبرلمان، إلا أنه لم يستجيب إلى مطالب أخرى تمثلت في المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة، وإصلاح قوانين الزواج والطلاق.
سيزا نبراوي رفيقة شعراوي
سيزا نبراوي
اسم آخر برز على الساحة النسوية في مصر، وهي إحدى رائدات الحركة النسائية في مصر، مُنذ عام 1919، سيزا نبراوي، أو السيدة زينب مُراد، وكانت من أوائل الصفوف في المُظاهرة النسائية التي نظمتها هدى شعراوي، وفي عام 1951 كانت من أول المُطالبين بتكوين حركة المُقاومة.
شاركت سيزا نبراوي هدى شعراوي صديقة والدتها التي احتضنتها مسيرتها في الكفاح النسوي، والمُطالبة بحرية المرأة وحقوقها، رغم تمردها على الوضع الذي عانته المرأة المصرية، ومُطالبتها المُتكررة لحصول المرأة على حقوقها، إلا رأت أن المرأة لا تستطيع كسب أية جولة إلا بُمساندة الرجل، لأنها رأت أن الرجل المُثقف الراغب في الارتفاع بمستوى مجتمعه، يعلم تمام العلم أن الارتقاء بالمرأة يعني النهوض بالمُجتمع كله، ترأست الاتحاد النسائي الديمقراطي ببرلين، الذي استقالت منه اعتراضًا على موقفه من القضية الفلسطينية.
نوال السعداوي والتمرد على الذكورية
شاركت سيزا نبراوي هدى شعراوي صديقة والدتها التي احتضنتها مسيرتها في الكفاح النسوي، والمُطالبة بحرية المرأة وحقوقها، رغم تمردها على الوضع الذي عانته المرأة المصرية، ومُطالبتها المُتكررة لحصول المرأة على حقوقها، إلا رأت أن المرأة لا تستطيع كسب أية جولة إلا بُمساندة الرجل، لأنها رأت أن الرجل المُثقف الراغب في الارتفاع بمستوى مجتمعه، يعلم تمام العلم أن الارتقاء بالمرأة يعني النهوض بالمُجتمع كله، ترأست الاتحاد النسائي الديمقراطي ببرلين، الذي استقالت منه اعتراضًا على موقفه من القضية الفلسطينية.
نوال السعداوي والتمرد على الذكورية
نوال السعداوي
وبرز اسم الكاتبة والطبيبة نوال السعداوي ضمن الحركة النسائية المصرية، لاسيما وأنها تمرت على المُجتمع الذكوري، كما انتقدت النساء اللاتي يهتممن فقط بجمال المظهر وإفراغ عقولهن من الداخل، حيثُ ذكرت نوال السعداوي في كتابها "حول الرجل والجنس"، إن أكثر النساء تزينًا وبهرجة وإظهار لجمالهن الجسدي والأنثوي هن أكثر النساء إحساسًا بالنقص وبأنهن غير كاملات.
طالبت السعداوي بتجريم ختان الإناث، لاسيما وأنها ما زالت تُعاني من آلام نفسية بسبب تعرضها للختان، وانتقدت السعداوي القهر الذي تعاني منه المرأة، من خلال إعطاء الشسُلطة المُطلقة للرجل دون المرأة، سُجنت الكاتبة نوال السعداوي في عصر السادات عام 1981، بسبب كتاباتها.
طالبت السعداوي بتجريم ختان الإناث، لاسيما وأنها ما زالت تُعاني من آلام نفسية بسبب تعرضها للختان، وانتقدت السعداوي القهر الذي تعاني منه المرأة، من خلال إعطاء الشسُلطة المُطلقة للرجل دون المرأة، سُجنت الكاتبة نوال السعداوي في عصر السادات عام 1981، بسبب كتاباتها.