تعرف علي طاحونة " أبو شاهين " التي أنشأها عثمان آغا في عاصمة الكنوز الإسلامية
الثلاثاء 25/سبتمبر/2018 - 03:00 م
محمد وجيه
طباعة
تعد مدينة رشيد، بمحافظة البحيرة، عاصمة الكنوز المعمارية الإسلامية، وثاني مدينة بعد القاهرة وتضم بين جنباتها كنوز الآثار الإسلامية، والتي تحاول أن تضع أقدامها بثبات مجددًا على خريطة السياحة العالمية، لتستعيد روادها الذين يعشقون مشاهدة الفن المعمارى الإسلامى، خاصة بعد إعطاء وزارة الآثار شارة البدء فى إعادة إحياء هذه المدينة ووضعها على الخريطة السياحية ضمن المنظومة التى تتم حاليا وتفعيل خطة تطوير رشيد، المقررة والمتوقفة منذ عام 2008.
و تتميز مدينة رشيد، بتراثها المعماري الإسلامي الفريد، يتجلى ذلك في بيوتها ومساجدها الأثرية، إذ يوجد بها طاحونة " ابو شاهين" التي أنشأها قائدالمدفعية التركي " عثمان آغا الطوبجي " في عام 1223 هجريا، 1808 ميلاديا، في العصر المملوكي، بشارع "الأمصيلي" بمدينة رشيد.
تتكون الطاحونة من ثلاث اجزاء، الجزء الاول يسمى" مسطاح " وهو مكان تجميع وتهويه الغلال المراد طحنها، يتم فرد الغلال بها استعدادا لعملية الطحن.
الجزء الثانى وهو الجزء الرئيسي بالطاحونة، عبارة عن مدارين للقيام بعملية الطحن، أحدهما شرقي والآخر غربي، وكل مدار مكون من حجر مستدير به فتحة، وفى وسطه للأسفل قاعدة ثابتة ذات حافة بارزة لحجز الحجر المستدير، وفتحة أخرى لصب الدقيق، والحجر العلوي مثبت من أسفله بعجلة صغيرة تتصل بدورها بعجلة كبيرة هي عبارة عن ترس من الخشب، وهذه العجلة مثبتة في قائم خشبي رأسي الوضع ومربع الشكل موضوع في محور الترس الكبير، ويدور حول نفسه وينتهي من أعلى باصبع خشبية تدور في ثقب داخل "الجايزة"، وهي الخشبة المستعرضة والتي تحمل أجزاء الطاحونة وتتصل "بالهرميس" الذي يوضع على رقبة البغال لتحريك الطاحونة، كما توجد فتحتان معقودتان بالمدارين يرتكز عقد كل منهما على عمودين رخاميين، وكانتا مخصصتين لجلوس السايس الذي يشرف على التشغيل.
استخدم فى بناء الطاحونة الطوب المنجور المشهور به مدينة رشيد فى ذلك العصر، و كان يحرق بدرجه معينه ليأخذ اللونين الاسود والاحمر، و استخدام الميد بالجدران لوقف أي تصدع او شروخ على مر الزمن واستخدام الصوارى الخشبية بالاسقف.
أما الجزء الثالث عبارة عن استراحة، يستريح فيها الطحان من عناء العمل، ولترتاح معه البغال وليتيحأ فرصة لعامل الصيانة ليقوم بعمله في تفريغ أحجار الطاحونة وتخليصها من الطحين والحبوب العالقة بها، مستخدما قطعة من الحديد مستطيلة الشكل يتم جلي الأحجار بها لتنظيفها.