كيف صمد أهالي سيناء محاولة إسرائيل في كسب ولاءهم عن طريق المال ؟
الإثنين 08/أكتوبر/2018 - 12:39 م
شيماء اليوسف
طباعة
بعد نكسة 1967م، واحتلال العدو الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء، خططت إسرائيل لاستغلال وجودها لكسب ولاء أهالي سيناء لصالح إسرائيل سعيا إلى اعترافهم بدولة إسرائيل والخروج عن الدولة المصرية، وينصاعوا لأوامر العدو الصهيوني، كانت الطريقة الأمثل لكسب ولاء أهل سيناء هي التنمية الاقتصادية وكما يقول المثل المصري " اطعم الفم تستحي العين" وعلى هذا الدرب حاولت إسرائيل بشتى الطرق أن تكسب رضا أهالينا في سيناء على غرار كسبها لولاء عرب 48 في فلسطين المحتلة.
مؤتمر الحسنة ومساعي إسرائيل لكسب ولاء أهالي سيناء
الجيش المصري في سيناء
قام العدو الإسرائيلي في أكتوبر 1968م، بعد الاحتلال مباشرة بعقد مؤتمر الحسنة، والذي اسماه عرب سيناء بمؤتمر ولاء قبائل سيناء، الذي عقد بمدينة الحسنة بشرم الشيخ، وقد دعا إليه موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها، لكن شيوخ القبائل السيناوية آنذاك رفضت حضور المؤتمر من الأساس، وقد حاول العدو الصهيوني من خلال هذا المؤتمر تحريض أهالي سيناء على الدولة المصرية، بهدف إعلان استقلالهم عن مصر وعدم تبعيتهم لها وقد أحرج شيوخ سيناء المساعي الإسرائيلية.
موقف أهالي سيناء من مؤتمر الحسنة
الجيش المصري في سيناء
إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء في يد مصر، سيناء مصرية مائة في المائة ولا نملك فيها شبرا واحدا يمكننا التفريط فيه، كلمة قالها الشيخ سالم الهرش أحد شيوخ قبيلة البياضية، حينما تم تفويضه في مؤتمر الحسنة للحديث عن أهل سيناء، صدم العدو الإسرائيلي فشنت على خلفية المؤتمر حملة اعتقالات وألقت القبض على ما يقرب من مائة وعشرين شيخا من شيوخ قبائل سيناء، بل واتخذت إجراءات قمعية ضد أهالي سيناء.
التخطيط الممنهج لاستعمار سيناء
الجيش المصري في سيناء
وحول هذا الموضوع قال مصدر مسئول " رفض ذكر اسمه" في تصريحات خاصة ل"بوابة المواطن" : أن بعد فشل المساعي الإسرائيلية عقب مؤتمر الحسنة، لعب العدو الإسرائيلي على وتر التنمية الاقتصادية من ناحية التعمير والزراعة كبدائل من أجل كسب رضا وولاء بدو سيناء، فقاموا بتأسيس إصلاحات سكنية بمدينة شرم الشيخ ودهب وسانت كاترين، وعملت على توظيف البدو في هذه المدن، ويضيف : " حتى أن جدي حكالي عن واحدة ست كانت في حالة ولادة فخدوها ولدت في تل أبيب ورجعوها تاني علشان يرضوا الأهالي لكن فشلوا".
اللعب على الوتر الاقتصادي
الزراعة في سيناء
وقد أوضح المصدر، أن العدو الإسرائيلي ظن أن قبائل سيناء ستخضع للسياسية الإسرائيلية وتتعايش معها على غرار بدو فلسطين بصحراء النقب بإسرائيل خاصة توازيها مع سيناء، لافتا أن خلال فترة الاحتلال قام الصهاينة بعمل مستوطنات في مدينة العريش ودهب وشرم الشيخ، وقاموا بجلب الإسرائيليين الذي كانوا في فلسطين واستعانوا بالعمال الضعفاء من أجل إنشاء هذه المستوطنات، مقدمة الإغراءات المادية.
من ناحية أخرى قال المصدر، أن الاحتلال الإسرائيلي سعى للتطوير الاقتصادي الذي من شأنه يغري بدو سيناء فصنعوا ثلاث مطارات " مطار العريش، ومطار شرم الشيخ ومطار سانت كاترين، وحاولوا جلب السياح إلى سيناء من اليهود والإسرائيليين، لكن مبادئ السيناوية لا تتجزأ، وكانوا دائما يرفضون التعاون معهم.
استغلال العدو الإسرائيلي لأراضي سيناء
الزراعة في سيناء
من جانب أخر لفت المصدر إلى الدور التنموي الزراعي الذي عمل عليه العدو الإسرائيلي في سيناء، هو استغلال المساحات الصحراوية في زراعة المحاصيل الزراعية الصحراوية، مثل زراعة الزيتون والموزوالبرتقال واليوسفي والأرز وغيرهم، فقاموا بجلب خبراء زراعيين إلى سيناء لمعرفة الأماكن التي يمكن الاستفادة منها وزراعتها، إلى جانب حفر الآبار وشق الترع، وعملوا نظام ممنهج من أجل كسب ولاء المصريين من أهل سيناء.
الزراعة في سيناء
وعلى هذا النحو قام العدو الإسرائيلي بحفر آبار جنوب العريش حتى تستصلح أراضي شرق السويس وشرق الإسماعيلية، وقامت بتوفير البذور والأسمدة الزراعية، وجعلت البدو إجبارا يقوموا بزراعة الأرض ويوفروا له كل مقاومات الزراعة من المياه والبذور والأسمدة، ومن ثم يتم اقتسام المحصول بين المزارع البدوي والعدو الإسرائيلي، ولكن الجيش المصري لم يعط للكيان الصهيوني الفرصة وصفعهم في حرب 1973م، وأفسد المخطط الصهيوني الذي ظل طوال عشر سنوات ينفذ فيه، وكانت خسارة إسرائيل خسارة عابرة للقارات.