مذبحة قبية أبشع جرائم إسرائيل ضد فلسطين .. لماذا لم ينتقم العرب
الأحد 14/أكتوبر/2018 - 12:02 م
شيماء اليوسف
طباعة
قرابة تسعة وستون شهيدا راحوا ضحايا أثر هجمة بربرية في قرية قبية وعرفت تلك العملية الهمجية باسم " مذبحة قبية" حدثت الواقعة على متن عام 1953م وتحديدا في الرابع عشر من أكتوبر، عندما قام جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي وكان يترأس هؤلاء العرابيد أرائيل شارون، بمهاجمة القرية، وكانت آنذاك تحت السيادة والسيطرة الأردنية.
مذبحة قبية
هدم الصهاينة نحو خمس وأربعين منزلا ومدرسة، ولم يستحوا حرمة بيوت العبادة فحطموا مسجدا، على خلفية الواقعة علقت الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها التي تقدمها لإسرائيل، كشكل روتيني بغرض حفظ ماء الوجه ليس إلا لكن الواقع العملية كانت مسنودة بذراع أمريكي، لأنه من المعروف أن إسرائيل أبنة أمريكا المدللة.
مذبحة قبية والإنتقام الإسرائيلي البربري
مذبحة قبية
نفذت العملية بيد كتيبتان من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهما كتيبة وحدة مظليين وكذلك وحدة 101 للقوات الخاصة، وقد أطلق جيش الكيان الصهيوني، لفظ " عملية شوشانة" على مذبحة قبية، وقام مجلس الأمن الدولي بشجب العملية الإرهابية، وأيضا وزارة الخارجية الأمريكية.
مذبحة قبية
ويعتبر موقف مجلس الأمن من مذبحة قبية، ما هو إلا شعارات دعائية ليس إلا لأن مجلس الأمن يأخذ قراراته من أجل مصلحة إسرائيل في المقام الأول إن لم يكن الصهاينة واليهود هم من يديروه من الأساس، حتى أن ساسة أمريكا يستخدمون إسرائيل والتعظيم فيها من أجل الوصول إلى أهدافهم الشخصية، وهذا الموقف يذكرنا بموقف الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون بعد فضيحة ووترجيت، حينما فكر في إعادة وجوده السياسي في الشارع الأمريكي، قال: إن لم تأخذ إسرائيل الحذر سيلقيها جيرانها في البحر" والواقع إننا لا نريد إلقائها في البحر بل نريد الفتك بها ومحوها نهائيا.
الأسباب المزعومة لمذبحة قبية
مذبحة قبية
يقال أن واقعة مذبحة قبية حديث بعدما تسلل مجموعة من الأفراد نحو إحدى المستوطنات الإسرائيلية، في الثاني عشر من أكتوبر لعام 1953م، واتهم الصهاينة أن تلك الأفراد تسببوا في مصرع سيدة وطفليها، بعدما قاموا بإلقاء قنبلة، داخل بيت "كيناس" وبعد تنفيذهم للعملية فروا هاربين بحسب أقوال المسئولين داخل الكيان الصهيوني آنذاك، بينما في الرابع عشر من أكتوبر ناقشت اللجنة الأردنية الإسرائيلية الواقعة وقد أدانت العملية، وتوعد قائد الفيلق العربي، جون غلوب، بالقبض على الفاعلين.
قرية قبية
الغدر والخسة والأيادي التي تعودت على الفتك بالأرواح وسفك الدماء جعلت دايفيد بن غوريون يصمم على الانتقام مستهدفا توجيه ضربة انتقامية ضد قرية قبية المسكينة، وقد مرر القرار بشكل مباشر إلى قسم العمليات والتنفيذ، وقد صدر الأمر إلى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى، وقد قامت هذه القيادة بإصدار أوامر للوحدة رقم 101 التي كانت يقودها اللقيط أريئيل شارون وكتيبة المظليين، وجاء نص القرار كالتالي:" "تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قصوى بالأرواح بهدف تهريب سكان القرية من بيوتهم".
كيف نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي المذبحة
مذبحة قبية
قصفت قرية قبية بين الرابع عشر والخامس عشر من أكتوبر لعام 1953م، حيث قامت الوحدة 101 بإطلاق النيران باتجاه قريتي شقبا ونعلين، وشنت الوحدة تنقلات إرهابية داخل البيوت ضمن علمية عسكرية حربية قذرة، قذفت خلالها قنابل عبر الثغرات، وأطلقت النيران بشكل عشوائي عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة.
مذبحة قبية
ومن المقزز في مشهد مذبحة قبية أن الأبرياء الذين حاولوا الفرار من رصاص الاحتلال الإسرائيلي لحقوا به في وقتلوه في عمل إجرامي تعسفي، مما أسفر عن سقوط الضحايا وهدم منازل القرية ومساجدها وخزانات المياه بها، مستهدفين في الأساس قتل النساء والأطفال، بيد أن جيش الاحتلال الصهيوني لم يتعرض لأي إصابات.
مذبحة قبية
تناولت الصحف واقعة مذبحة قبية بشكل حيادي رغم أن الواقعة إرهابية وجريمة في حق الإنسانية وحق البشر، وفي مذكرات الجنرال فان بيتيكيه، كبير مراقبي الأمم المتحدة آنذاك قال أن الإسرائيليون اقتحموا البيوت وتفحصوها وقاموا بنهب خيراتها قبل أن يضربوها، فيما أكد أن الهجوم كان منظما وشنته قوات نظامية صهيونية.