لقطاء القطار .. "القصة ومافيها"، "لغز" الحقائب المجهولة و"الكراتين" القادمة من محطة بعينها.. وحكايات "خفية"، رضع يولدون ودقائقهم الأولى يخوضون رحلات طويلة بعد تخلي "ذويهم" عنهم.

جلست "ياسمين" بعدما ركبت من المحطة الفرعية التابع لها مركزها بعد مرور القطار على أكثر من قرية، كان حظها هذا المقعد المجاور لشباك نصفه مفتوح بالكاد وهي التي تحب أن ترى الطريق تطوى بسرعات القطار المتفاوتة.

لم تكن تعلم طالبة الثانوي أنها على موعد مع حدث كبير بالنسبة لها وربما يمر على راكبي هذا القطار تحديدا أكثر من مرة عندما لاحظت وجود "كرتونة" أسفل مقعدها يصدر منها حرك.. في بادئ الأمر اعتقدت أنه "دكر بط" حيث اعتاد الفلاحون التنقل بحاجاتهم بالقطار في "أقفاص" و"كراتين" إلا أنها سمعت صوت بكاء لطفل بادئ الأمر اعتقدت أنه لاعلاقة له بـ" الكرتونة" ، تلفتت يمينًا ويسارًا على أمل أن تلمح صاحب أو صاحبة "الكرتونة" فلم تجد أحدا فمدت يدها مع ارتفاع صوت البكاء لتفتحها لتفاجئ أمام الركاب أن بداخلها "طفلة" حديثة الولادة هكذا ظهر من فستانها فصرخت تنادي على أمن القطار الذي حضر ليفحص الواقعة!
"لقطاء القطار" من على هذا "الخط" بات الأمر لغزًا فكل عدة اشهر تقريبًا وبذات الطريقة مع اختلاف الوسيلة إما بوضع الطفل أسفل الكرسي أو داخل "كرتونة" أو داخل"حقيبة" يتم إيجاد اللقيط.

جميعهم أطفال حديثي الولادة وأغلبهم من الإناث لا أحد يعلم حكايتهم سوى أنهم ولدوا ليكتب لهم أن يخوضوا رحلة طويلة في قطار قبل أن يكتشف وجودهم راكب أو راكبة وفرد الأمن ليشرع في تسليمهم واتخاذ اللازم ليسلموا إلى دور رعاية ومنها إلى الأسر التي تنتظر الكفالة.