يوميات مراسل حرب
الأربعاء 29/مايو/2024 - 04:08 م
مي ياقوت
طباعة
" لاعهد لهم .. لاعهد لهم " هكذا كان يقول لي جدي الذي ورث الوصية من جد جده ليوصيني بها ويحذرني قبل ان يقابل ربه شهيدا مدفونا بعد ان سحقت جسده الهرم قنبلة صهيونية غاشمة سقطت على بيتنا في غزة قبل نزوحنا لرفح ، الان ان اصرخ بذات المقوله ..ذات النصيحة .. اصرخ وانا الذي ضاع ولديه منصهرين مع الخيام في مجزرة ارتكبها الصهاينه امس ولكن لا اعرف الان لمن اوصي ، ربما اوصي العالم كله ، انا الذي لم يضحى لساني يتردد الا بتلك الصرخات التي باتت رمزا لكل اهالي فلسطين وكأنها ارث ورثوه ، " لاعهد لبني صهيون" .. قالوا لنا انزحوا الى رفح امنين حيث منطقة امنه متجنبين فيها نحن المدنيين من النساء والاطفال والشيوخ ويلات الحرب وقنابلها وصواريخها التي تفتك بكل شئ دون تمييز الا انهم بكل برود ضربوا الخيام بقنابل تساوي اطنان البارود ليرتقي مئات الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ ويعترفون ليلتها بدم بارد انهم قصفوا خيامنا .. خيام العزل .. خيام الاونروا.. خيام من لاحول لهم ولاقوة .. الخيام التي تمثل القانون الدولي والانساني .. هكذا نسفوها ورحلوا
اما نحن كمراسلي حرب كنا نلتقط الصور للتوثيق ، فتلك جثث صغيره لاطفال دون رؤوس ، واشلاء لنساء وشيوخ وعزل مشوهين وخيام منصهرة ومشاهد تقف شاهد عيان يدين العالم وانسانيته ويضيف الى الصهاينه جرائم اخرى في دفترهم القذر المعنون بمجرمي الحرب