صيغة تكبيرات العيد .. حين حاول السلفيون تغييرها منذ 12 سنة
الجمعة 15/يونيو/2018 - 03:58 ص
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: أسامة عبدالغني
طباعة
فتش عن أهمية مصر الروحية تجدها في قوتها الناعمة من حيث المسائل الدينية، فلا نكهة للاحتفال بعيد الفطر بدون تكبيرات العيد ولا إحساس لأجواء أي مناسبة دينية من المولد النبوي مروراً بشهر رمضان وغير ذلك من المناسبات الدينية إلا بالبصمة المصرية التي تفوق حتى البلد الذي شهد نزول الوحي وبدء دعوة الإسلام.
خلال تسعينيات القرن الماضي تواطئت الدولة المصرية مع السلفيين لضرب شعبية الإخوان المسلمين سياسياً، نظراً لأن المنهج السلفي في أصله يحرم العمل في السياسة، وفيما بعد كان الإخوان والسلفيين لا يقلون تشدداً ولا إرهاباً عن بعضهما سواءاً على مستوى السياسة أو الفكر.
في جيل التسعينيات ظهرت فتاوى سلفية كثيرة تحرم صيغة تكبيرات العيد المشهورة والمتعارف عليها في مصر، لدرجة أن السلفيين حاولوا تغييرها ونجحوا في ذلك حين استحوذوا على الساحات في غياب من الأوقاف.
خلال تسعينيات القرن الماضي تواطئت الدولة المصرية مع السلفيين لضرب شعبية الإخوان المسلمين سياسياً، نظراً لأن المنهج السلفي في أصله يحرم العمل في السياسة، وفيما بعد كان الإخوان والسلفيين لا يقلون تشدداً ولا إرهاباً عن بعضهما سواءاً على مستوى السياسة أو الفكر.
في جيل التسعينيات ظهرت فتاوى سلفية كثيرة تحرم صيغة تكبيرات العيد المشهورة والمتعارف عليها في مصر، لدرجة أن السلفيين حاولوا تغييرها ونجحوا في ذلك حين استحوذوا على الساحات في غياب من الأوقاف.
صيغة تكبيرات العيد المتعارف عليها والمشروعة بحكم الدين وآراء الفقهاء هي، "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا".
مع المد السلفي الذي فشى منذ سنوات قرر كبار الدعوة السلفيين حذف نص الصلاة على النبي وآله وأنصاره وأزواجه وذريته بحجة أن هذا لم يرد في نص السنة، وأفتوا ببدعية أواخر صيغة التكبير التي تقول " اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا".
يحتج المجيزين للصلاة على النبي بمذهب الإمام الشافعي، أما السلفيين فينكرون قول الشافعي في صيغة التكبير، غير أن الحقيقة أنهم يتعاملون مع قول الشافعي بطريقة ولا "تقربوا الصلاة"، حيث أن الشافعي في كتابه "الأم" قال "وما زاد على هذا من ذكر الله أحببته"
يحتج المجيزين للصلاة على النبي بمذهب الإمام الشافعي، أما السلفيين فينكرون قول الشافعي في صيغة التكبير، غير أن الحقيقة أنهم يتعاملون مع قول الشافعي بطريقة ولا "تقربوا الصلاة"، حيث أن الشافعي في كتابه "الأم" قال "وما زاد على هذا من ذكر الله أحببته"
مع عودة الدولة المصرية أجابت دار الإفتاء المصرية، قائلة: إن التكبير فى العيد مندوب، ولم يرد فى صيغة التكبير شيء بخصوصه فى السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسى على التكبير بصيغة: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد والأمر فيه على السعة، لأن النص الوارد فى ذلك مطلق وهو قـوله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)، والمطلق يؤخذ على إطلاقه حتى يأتى ما يقيده فى الشرع، ودرج المصريون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهى: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا"، وهى صيغة شرعية صحيحة قال عنها الإمام الشافعى رحمه الله تعالى: "وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه".
جامع عمرو بن العاص والاستعداد لصلاة العيد
وأضافت دار الإفتاء المصرية في فتواها قائلةً "زيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته فى ختام التكبير أمر مشروع؛ فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم".
واختتمت دار الإفتاء فتواها قائلةً "بناء على ذلك فمن ادعى أن قائل هذه الصيغة المشهورة مبتدع فهو إلى البدعة أقرب؛ حيث تحجَّر واسعًا وضيَّق ما وسعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقيد المطلق بلا دليل، ويسعنا فى ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهيُ من نهى عن ذلك غير صحيح لا يلتفت إليه ولا يعول عليه".
واختتمت دار الإفتاء فتواها قائلةً "بناء على ذلك فمن ادعى أن قائل هذه الصيغة المشهورة مبتدع فهو إلى البدعة أقرب؛ حيث تحجَّر واسعًا وضيَّق ما وسعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقيد المطلق بلا دليل، ويسعنا فى ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهيُ من نهى عن ذلك غير صحيح لا يلتفت إليه ولا يعول عليه".