"الخارج و ثورة 30 يونيو" كفاح وصراع حسمته مصر
الخميس 28/يونيو/2018 - 05:03 م
محمد فوزي
طباعة
لم تكن الادارة الأمريكية تتخيل أن الحلفاء الجدد سيتعرضون إلى انتفاضة مصرية في 30 يونيو 2013 بعد عام واحد من وصولهم للحكم، بعد أن انكشف الوجه الحقيقي للجماعة الإرهابية أمام الشعب المصري.
فوجئت الإدارة الأمريكية بالحشد الذى خرج إلى شوارع مصر في 30 يونيو، ولم تكن تملك تقديرًا موضوعيًا للموقف، ولهذا جاء أداء البيت الأبيض المتوتر يوحى بأن واشنطن لم تكن قد رتبت أوراقها بعد، ولم تتوقع أن يخرج الرئيس الأسبق محمد مرسى من القصر.
انتقدت الادارة الامريكية إطاحة الجيش بمرسي وتعليق الدستور، وتحول الدعم الأمريكي للإخوان إلى حالة عداء تجاه الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالجماعة الإرهابية، حيث عاقبت الإدارة الأمريكية مصر على ثورتها بقطع المعونات العسكرية وتوتر في العلاقات دام خلال السنوات الماضية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن تجميد جانب من المساعدات العسكرية لمصر، ورهن استئنافها بتحقيق تقدم في العملية الديمقراطية، وشمل القرار وقف تسليم الدبابات، والطائرات والصواريخ، و260 مليون دولار مساعدات نقدية لمصر.
مصر تهرب من كمين مساعدات أمريكا
عبد الفتاح السيسي وباراك اوباما
حاولت أمريكا الضغط على الإرادة المصرية وكسر رغبة الشعب المصري الذى خرج بالملايين للشوارع دفاعا عن هويته، وظنت أن ورقة المساعدات قد تكون فعالة في عودة جماعة الإخوان الارهابية للحكم من جديد.
الا أن الإدارة المصرية قررت أن تنتهج سياسة مستقلة بعيدًا عن الهيمنة الامريكية، وفتحت مصر علاقات مع عواصم كبرى آخري احترمت رغبات الشعب المصري، وكان الدب الروسي بديلا للسياسة المصرية الخارجية، حيث قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارتين لروسيا الاولى عندما كان وزيرا للدفاع والثانية بعد توليه الرئاسة، وكذلك زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القاهرة في خطوة لفتت انظار العالم إلى مصر الجديدة القادرة على بناء علاقات متعددة متوازنة قائمة على المصالح المشتركة.
ليست موسكو وحدها بل فتحت مصر الباب اما العلاقات الاسيوية والتي كانت غائبة عن الاجندة الخارجية، فكانت الصين من اهم محطات الرئيس السيسي والتي فتحت الباب لعلاقات اقتصادية وسياسية كبرى، كذلك اليابان ودول شرق آسيا في أندونيسيا والهند، كما نجحت السياسة الخارجية المصرية في عقد صفقات سلاح متطورة مع فرنسا وغيرها.
أمريكا تغير موقفها
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذى أبدى من اللحظة الأولى إدراكا لأهمية ومكانه مصر وقدم خطوات إيجابية لدفع العلاقات مستقبلا، وفى نوفمبر 2016 كان الرئيس عبدالفتاح السيسي من أوائل قادة العالم الذين هنأوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات مباشرة بعد إعلان النتائج، حيث أعرب عن أمله في بث روح جديدة في العلاقات المصرية ـ الأمريكية، وفى ديسمبر 2016، قبيل تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تلقى السيسي مكالمة هاتفية من دونالد ترامب، وتم التطرق خلال الاتصال إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، بعد تولى الإدارة الجديدة مسؤولياتها بشكل رسمي.
وكانت القمة المصرية الأمريكية بين السيسي وترامب في واشنطن أبريل عام 2017 عنوانا لبدء مرحلة جديدة متزنة من العلاقات قائمة على الندية والمصالح المشتركة، وليس التبعية للقوة العظمى، فالعلاقات اليوم تستند إلى رغبة الإدارة الامريكية الجديدة في تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية مع مصر، باعتبارها الدولة الأهم فى المنطقة، ورغبة الجانبين في حسم عدد من الملفات بين القاهرة وواشنطن، أهمها مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى موقف الإدارة الأمريكية من قضايا الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والملف السوري.
