مسجد الشيخ لطف الله الإيراني .. كيف أصبح منبرا للفكر الشيعي ولماذا سمي بهذا الاسم
الخميس 11/أكتوبر/2018 - 11:41 ص
شيماء اليوسف
طباعة
يعد مسجد الشيخ لطف الله الإيراني، أحد أشهر وأقدم المساجد الإيرانية القديمة، لقد تم تأسيسه بأمر من الشاه الصفوي عباس الأول، حيث يقع مقابل قصر عالي قابو، في الناحية الشرقية من ساحة نقش جهان، وقد عرف المسجد بهذا الاسم نسبة إلى القيادي الشيعي الشيخ لطف الله الميسي، يعتبر المسجد واحد من المعالم الإسلامية الحضارية الإيرانية التي بنيت في القرن الحادي عشر الهجري.
مسجد الشيخ لطف الله ومكانته العلمية
مسجد الشيخ لطف الله
استغرق مسجد الشيخ لطف الله، قرابة ثمانية عشر عاما من أجل إنشائه، وهو واحد من المساجد التي سجلت ضمن لائحة مواقع التراث العالمي التي تديرها منظمة اليونسكو، يعد المسجد المقام بمدينة أصفهان، عمل هندسي مستقل بذاتع حيث أسس على الطراز المعماري الذي تم تغطية جدرانه بالكاشي المعرق، لقد بلغت الاتقان الهندسي للمسجد ما دعا الأثريون أن يقولوا عنه:" من الصعوبة أن يصدق أن هذا البناء تم بأيد بشرية".
المدة التي استغرقها بناء المسجد
مسجد الشيخ لطف الله
على متن العام الهجري 1011، أقيم الأساس الأولي لمسجد الشيخ لطف الله، وبعدها بثمانية عشر عام تم بناء المسجد بالكامل وتحديدا في 1028 من العام الهجري، وللمسجد قيمة حضارية عالمية كبيرة غير مقتصر على المعالم الإيرانية الداخلية فقط، إلى جانب أن للمسجد قبة لا تماثلها أيا من قباب المساجد الأخرى بسبب ما استخدم فيها من خامات نفسية لتزيينها.
سبب تسمية مسجد الشيخ لطف الله بهذا الاسم
مسجد الشيخ لطف الله
كان الشيخ لطف الله واحدا من العلماء الشيعة، الذين ينتسبون إلى أهل جبل عامل اللبناني، والذين لهم مكانة خاصة عند الشيعة، حيث أن الشيعة الإمامية يرون أن شيعة أهل جبل عامل قد تشيعوا أكثر من غيرهم، وهم أقدم من تشيع، وقد مضى على هذا الجبل العديد من العلماء والشيوخ الشيعة، الذين كانوا ينشرون فضائل أهل البيت حيث كان الشيخ لطف الله واحدا من هؤلاء، وبعد فترة هاجر إلى أصفهان وقرر السكن بها بعد أن دعاه الشاه إليها، ولأجل تكريمه وتجليله قد خصص الشاه عباس الصفوي، مسجد الشيخ لطف الله ليقوم الشيخ فيه بالتدريس لطلابه ومن ثم إقامة الصلوات وقد سمي باسمه.
الطراز المعماري لمسجد الشيخ لطف الله
مسجد الشيخ لطف الله
يقال عند مسجد الشيخ لطف الله، أن جدرانه الداخلية ملفوفة من تحتها إلى فوقها مغطاه بالقراميد، ويعتبر القراميد هو أحد القوالب الطوبية الأزلية العتيقة، ويمثل المسجد، يمثل أحد روائع الهندسة المعمارية الإيرانية، والذي أسس على الطراز الزخرفي القاشاني، أن صاحب الانجاز البنائي المهندس محمد رضا أصفهاني، ومن شدة الإتقان وقوة البنيان تشعر أن المسجد لا يعتبر مبنى مصنوع بواسطة يد الإنسان، أي بدون آلات ومعدات تكنولوجية حديثة.
العلاقة الأسرية بين الشاه والشيخ
مسجد الشيخ لطف الله
لقد تزوج الشيخ لطف الله أبنة الشاه عباس الأول، وربما كان هذا هو السبب الرئيسي في دعوة الشاه للشيخ بأن يستقر في إيران، وبالرغم من المكانة العالية التي يحظى بهذا المسجد والطراز الرفيع الذي بني على أساسه إلا أنه يفتقر ألى وجود منارة داخلية ورواق وساحة، ومن الغريب في بناء المسجد أنه يتقدمه سلسلة من السلالم، ما جعلته شكلا معماريا غير طبيعيا من الناحية الجمالية.
محاريب المساجد بأصفهان
مسجد الشيخ لطف الله
ويعتبر المسجد أحد محاريب المساجد بأصفهان، المزين بالمقرنصات المزركشة بالألوان الزاهية، وارتفاع القبة العالي يجعلها تتحمل الضغوط الجدرانية السميكة، ويصل السمك الجدري للنوافذ من 70/ 1 مترا بينما تتجاوز المترين في الأجزاء الرئيسية من القبة، ونصبت النقوش داخل المسجد على القبة بشكل دقيق، وتعتبر الإضاءات داخل المسجد مصدر روحاني، وتغطى أعمدته بالسور القرآنية المباركة.