«لابيضة ولا سوده».. أصل حكاية كذبة إبريل وحكمها في الدين
الإثنين 01/أبريل/2019 - 06:12 م
جهندا عبد الحليم
طباعة
لا يعلم الكثير منا أصل حكاية كذبة إبريل، ولا يتطرق إلى حكمها في الدين، ولكن بنتظر الكثير انطلاق الشهر ليغرقونا في أكاذيبهم تحت حجة أنها «كذبة بيضاء».
أصل حكاية كذبة إبريل
وقبل التطرق إلى أصل حكاية كذبة إبريل، فنجد أن «كذبة إبريل» أصبحت عادة يمارسها الكثرين حول العالم منذ زمن بعيد ولا يعرف أغلبهم أصل هذا اليوم وحكايته ومن اول من اطلق كذبة ابريل ؟ وحُكمها في الدين الاسلامي الحنيف؟.يجيب على أصل حكاية كذبة إبريل والتساؤلات السابقة، الشيخ محمد مصطفى مدير المساجد الحكومية بمحافظة بورسعيد، في حديث خاص لـ"بوابة المواطن الاخبارية".
وفي هذا السياق أكد مدير المساجد الحكومية بمحافظة بورسعيد، إن قضية الكذب فى أول إبريل، بدعة منكرة، والأفضل أن يحتفل فى أول إبريل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب.
وأضاف مدير المساجد الحكومية بمحافظة بورسعيد، أن الكذب من الكبائر، ومن الأمور التى نهى عنها رسول الله ﷺ نهيا تاما، سواء أكان كذبا مفردا، أو كمنهج، لأن هناك من المناهج ما هو كاذب، وما هو يعتمد عليه الكذب فى ذاته.
وأوضح الشيخ محمد مصطفى، أن الرسول الكريم قال: "لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب صديقا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا.. ويقال: الصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك.
وأشار إلى أن هناك قصة طريفة عن الشيخ على الخواص، وكان من الأتقياء، ويعيش فى القرن العاشر الهجرى، وهو أستاذ الشيخ الشعرانى، وكان الشيخ على الخواص يعمل صانعا للحصير من الخوص، فجاءه شخص كان قد هرب من أناس يجرون وراءه يريدون قتله، فوصل عند الشيخ على الخواص، فقال له: خبئنى عندك، فقال له: اختبئ فى هذه الحصيرة.. فلفه فى الحصيرة وأوقفه، وجاء الناس فقالوا: هل جاء هنا شخص قد مر عليك؟ فقال: نعم. قالوا: وأين ذهب؟ قال: فى هذه الحصيرة. فظنوا يسخر منهم، وانصرفوا، وعندما خرج الرجل قال له: كدت أن تهلكنى وأن تسلمنى لهم، فقال: يل بنى صدقى نجاك، فلو إننى قلت لهم لم أره، وهم يرونك قد جئت من هذه الناحية سوف يفتشون المحل ويجدونك.. فأنا قد قلت الصدق، وأنا أعتقد فى الله أنه سينجينا كما قال رسول ﷺ.
أصل حكاية كذبة إبريل
وتابع أما حكاية الكذبة البيضاء فهى مترجمة من اللغة الأجنبية، وكانوا يعنون بها أولا: كذب الأطفال، فالكذبة البيضاء بمعنى الكذبة التى يمارس فيها الطفل خياله، يمارس ذلك ممارسة لتناقض الواقع عند الطفل في خياله فتصدر مثل هذه المخالفات للواقع فيتقمص شخصية الآخرين وهو يرد على التليفون مثلا، فكأنه يلعب ويلهو ويمارس شيئا من الخيال.
وتابع : كذلك سموه بالكذب الأبيض.. وأجروا دراسات علي الكذب.. حتى وصلوا إلى اختراع جهاز كشف الكذب سنة 1920 م، وهذا الجهاز يحقق 85% نتائج وليس 100% ولذلك انتقلوا بعد ذلك إلي حركات الوجه، والتعبيرات أيضا خاصة بعد تقدم الفيديو وغيره.. ووجدوا أن الوجه له 7 آلاف حركة، نستطيع من خلالها أن نكشف الكذب، ونكتشف أن هذا الشخص يقول كذبا الآن أو لا، وتقدموا في هذا المعني جدا في الدراسات التي استقلت بعلم Sinceline حول الكذب .
واستكمل : والحقيقة أنه ينبغي علينا أن نتبرأ من الكذب، وألا يكون منهجنا لحياتنا فهو محرم في كل الديانات خاصة الإسلام.. وقد يصل الأمر في الكذب إلى مرحلة كبيرة وهي الكذب علي رسول الله ﷺ " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".. لأنه يخل بالتشريع، الكذب فيه افتراء على الله، لأن الله خلق واقعة معينة، وأنا بالكذب أقول لا، هناك واقعة أخرى، ولم يخلقها الله، كأنى افتريت على الله، ومن هنا كان الكذب محرما فى كل الديانات. بكل ألوانه وكل ألوان الطيف.
حكم كذبة إبريل
حكم كذبة إبريل
وعن حكم كذبة إبريل أكد أن هناك تحريم للكذب في الدين الاسلامي حتي لو كان مزاحًا، وقال تعالى: { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} [ النحل 105 ].
وأردف أن أشنع انواع الكذب هي، أولًا الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم الكذب، وصاحبه معرَّض للوعيد الشديد، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تكفير فاعله، وقال تعالى: { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون }.
وعن حكم كذبة إبريل أكد أن هناك تحريم للكذب في الدين الاسلامي حتي لو كان مزاحًا، وقال تعالى: { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} [ النحل 105 ].
وأردف أن أشنع انواع الكذب هي، أولًا الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم الكذب، وصاحبه معرَّض للوعيد الشديد، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تكفير فاعله، وقال تعالى: { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون }.
ثانيًا الكذب في البيع والشراء؛ فعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟ قال: المسبل، والمنَّان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ".
ثالثًا تحريم الكذب في الرؤيا والحلم وهو ما يدَّعيه بعضهم أنه رأى في منامه كذا وهم غير صادق، ثم يصبح يقص على الناس ما لم ير، رابعًا تحريم التحدث بكل ما يسمع، وعن حفص بن عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع ". رواه مسلم، وخامسًا، الكذب في المزاح، ويظن بعض الناس أنه يحل له.
أصل كذبة ابريل
وعن أصل حكاية كذبة إبريل ، فهو تقليد قادم من أوروبا قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويسمى من يصدق الأكاذيب اسم "ضحية كذبة إبريل"، بينما بدأ الأمر في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من إبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من إبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا إبريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي إسكتلندا نكتة إبريل.
