"صور" .. الحقيقة ليست كما قال كارل ماركس .. فـ "الكرة هي أفيون الشعوب"
الجمعة 15/يونيو/2018 - 03:25 م
وسيم عفيفي
طباعة
قرأ العالم كله في سنة 1843 م الجملة التي قالها المفكر الاشتراكي كارل ماركس، وصارت الأشهر خلال القرون الماضية ألا وهي جملة "الدين أفيون الشعوب"، غير أن الزمن قد تغير نهائياً وحلت كرة القدم بدلاً من الدين فصارت هي أفيون الشعوب.
الأفيون في حد ذاته كمادة مخدرة كان لها استعمال صحي، يتم استخدامه صحيا لإزالة الآلام ولاحداث حالة الانسجام والشعور بالارتفاع عن الواقع، ولو طبقنا أهداف الأفيون مع تأثير كرة القدم، نجد ذلك في الصور التي رصدتها عدسة المواطن لأجواء استعدادات المواطنين المصريين لمشاهدة ثاني مباريات كأس العالم بين الأوروجواي ومنتخب مصر خاصة عقب عودة الأخير إلى بطولة كأس العالم بعد غياب دام 28 سنة.
الأفيون في حد ذاته كمادة مخدرة كان لها استعمال صحي، يتم استخدامه صحيا لإزالة الآلام ولاحداث حالة الانسجام والشعور بالارتفاع عن الواقع، ولو طبقنا أهداف الأفيون مع تأثير كرة القدم، نجد ذلك في الصور التي رصدتها عدسة المواطن لأجواء استعدادات المواطنين المصريين لمشاهدة ثاني مباريات كأس العالم بين الأوروجواي ومنتخب مصر خاصة عقب عودة الأخير إلى بطولة كأس العالم بعد غياب دام 28 سنة.
مقهى لمتابعة مباراة مصر والأوروجواي
اهتمام كبير من الشباب والفتيات الذين دفعهم الحس الوطني لمشاهدة اللقاء المرتقب، وفي نفس الوقت انسجموا مع الواقع الذي نسوه تماماً، حيث أن بعض هؤلاء الشباب ينتظره مصيره أسود بعد أيام وهو الثانوية العامة الذي دفع بعض الشباب إلى الانتحار وجعل أغلبهم فريسة للانهيار العصبي.
زهاء العيد في القرن الحادي والعشرين يخفت عاماً بعد عام، في ظل ارتفاع الأسعار وتغير الظروف المجتمعية فضلاً عن اختلاف الأذواق، وربما لا شيء يثبت وجود العيد في مصر سوى التكبيرات التي تسبق صلاة العيد.
زهاء العيد في القرن الحادي والعشرين يخفت عاماً بعد عام، في ظل ارتفاع الأسعار وتغير الظروف المجتمعية فضلاً عن اختلاف الأذواق، وربما لا شيء يثبت وجود العيد في مصر سوى التكبيرات التي تسبق صلاة العيد.
مقهى لمتابعة مباراة مصر والأوروجواي
تأقلم المصريون مع أول أيام شهر شوال، غير أن عيدهم ليس له علاقة بالفطر، وإنما تحول يوم العيد الحقيقي لهم بمشاركة منتخب مصر في البطولة، مع حماس منهم في كل هجمة يبدأها المنتخب الوطني، وقلق يظهر من أعينهم إزاء الهجمات المرتدة بأقدام لاعبي الأوروجواي.
مقهى لمتابعة مباراة مصر والأوروجواي
مبسم الشيشة هو المنفس الوحيد للتسلية والغضب في نفس الوقت، وبالتالي اتسعت المقاهي بالشباب والرجال والنساء وشمل الحضور الأطفال، والفرح يعتصر مستقبلهم برؤية الفانلة الحمراء في الملعب الأخضر، وبالهم ينشغل حين تجيء الكاميرا على نجم مصر المحبوب محمد صلاح.
مقهى لمتابعة مباراة مصر والأوروجواي
كل الحاضرين لمشاهدة المباراة في المقاهي لديهم ميول سياسية مختلفة وبينهم فروق اجتماعية متفاوتة والكل يدركها ويعرفها، غير أن الشيء الوحيد الذي وحدهم ليس حب كرة القدم وإنما حب المنتخب الوطني المنبثق من عشق مصر وهو العشق الفطري الذي تظهره إحدى أكثر الألعاب شعبية وهي لعبة كرة القدم.
مقهى لمتابعة مباراة مصر والأوروجواي
الساحرة المستديرة صغيرة في حجمها ومملوءة بالهواء، غير أن تأثيرها أكبر من حجمها ملايين المرات، ورغم مساهمتها في ملء فراغ الوقت وأحياناً قتله، إلا أنها تساهم في تنفس المصريين بشهيق القلق مع المرتدات وزفير الارتياح مع الاستحواذ المصري، على الرغم من أن أنفاس المصريين تختنق نوعاً ما مع تقلبات الجو الذي لا يبدو هل هو صيفي أم خريفي، غير أن أفيون الكرة أنساهم ما هم فيه.
فتيات مصريات يتابعن مباراة مصر والأوروجواي
اللافت في الصور التي رصدتها عدسة "بوابة المواطن"، هو حضور الفتيات والجلوس في المقهى دون خوف من نظرات الشباب أو ارتياب من عدسات الكاميرات التي تشتهي لقطة صحفية يمكن أن يبنى عليها موضوع، فقط اكتفت تلك الفتيات بالمشاهدة، وكانت الكرة هي أفيونهن فنجحت الساحرة المستديرة في أن تنسيهن ما ينتظرهن في المنزل من مسؤليات، وساهمت أيضاً في لملمة أوجاع التنظيف الذي سبق ليلة العيد مباشرة.
مقهى لمتابعة مباراة مصر والأوروجواي
الوحيد الذي لم يتأثر بالأفيون سلباً أو إيجاباً هو صاحب المقهى، فمكانه دائماً باقي للجمهور أياً كان وضعه وحالته، فلو كانت هناك كرة قدم فهناك زبائن، ولو لم توجد كرة القدم فهناك أيضاً زبائن، والبضاعة باقية، فالشيشة موجودة والمشاريب للحضور مرصودة، ربما لا يُحْرَق باله مع أي فرصة للمنتخب، ومن المؤكد أن نظراته لا تلاحق اللعب الظاهر عبر الشاشات وإنما ترصد الداخل والخارج لمقهاه من أجل اللحلوح !.